فصل: باب الفاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب **


  باب الغين

أبو الغادية الجهني وجهينة في قضاعة اختلف في اسمه فقيل‏:‏ يسار ابن سبع وقيل‏:‏ يسار بن أزهر وقيل‏:‏ اسمه مسلم سكن الشام ونزل في واسط يعد في الشاميين أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام روى عنه أنه قال‏:‏ أدركت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أيفع أرد على أهلي الغنم وله سماع من النبي صلى الله عليه وسلم قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ‏"‏‏.‏

وكان محباً في عثمان وهو قاتل عمار بن ياسر وكان إذا استأذن على معاوية وغيره يقول‏:‏ قاتل عمار بالباب وكان يصف قتله إذا سئل عنه لا يباليه وفي قصته عجب عند أهل العلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكرنا أنه سمعه منه ثم قتل عماراً وروى عنه كلثوم ابن جبر‏.‏

أبو غادية المزني من حديث أهل الشام وليس هذا صاحب عمار لأن ذلك جهني قاله الباوردي‏:‏ حديثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ ستكون بعدي فتن شداد غلاظ خير الناس فيها مسلمو أهل البوادي الذين لا يبدون من دماء الناس ولا أموالهم شيئاً ‏"‏‏.‏

أبو غزية الأنصاري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول في خرجة خرج منها‏:‏ ‏"‏ لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي ‏"‏‏.‏

من حديث يزيد بن ربيعة الصنعاني عن غزية عن أبي غزية الأنصاري عن ابنه‏.‏

أبو غطيف له صحبة وهو الحارث بن غطيف فيما قال يحيى بن معين‏.‏

وغيره يقول هو غطيف بن الحارث‏.‏

أبو الغوث بن الحارث رجل من العرج استفتى النبي صلى الله عليه وسلم عن حجة كانت على أبيه‏.‏

مات ولم يحج فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ حج عن أبيك ‏"‏‏.‏

حديثه عند الوليد بن مسلم عن عثمان بن عطاء عن أبيه عنه‏.‏

  باب الفاء

أبو فاطمة الليثي ويقال‏:‏ الأزدي ويقال‏:‏ الدوسي له صحبة قيل‏:‏ اسمه عبد الله وفي ذلك نظر سكن الشام وسكن مصر أيضاً واختط بها داراً روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه ابنه إياس ابن أبي فاطمة وكثير الأعرج وقد قيل إن أبا فاطمة الأزدي شامي وإن أبا فاطمة الليثي مصري وإنهما اثنان مذكوران في الصحابة وذكره خليفة ابن خياط في تسمية من نزل الشام من الصحابة وقال‏:‏ من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إن الله عز وجل ليبتلي العبد ‏"‏‏.‏

‏"‏ وأكثروا من السجود ‏"‏‏.‏

هكذا قال خليفة وهما حديثان فأما حديث السجود فحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال‏:‏ حدثنا قاسم بن أصبغ قال‏:‏ حدثنا أحمد بن زهير قال‏:‏ حدثنا قتيبة بن سعيد قال‏:‏ حدثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن كثير الأعرج قال‏:‏ سمعت أبا فاطمة يقول قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ ‏"‏ يا أبا فاطمة أكثر من السجود فإنه ليس من مسلم يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة ‏"‏‏.‏

حدثنا سعيد بن نصر قال‏:‏ حدثنا قاسم بن أصبغ قال‏:‏ حدثنا ابن وضاح قال‏:‏ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال‏:‏ حدثنا مصعب بن المقدام قال‏:‏ حدثنا محمد بن إبراهيم عن مسلم بن عقيل قال‏:‏ دخلت على عبد الله بن إياس بن أبي فاطمة الدوسي فحدثني عن أبيه عن جده قال‏:‏ كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم جالساً فقال‏:‏ ‏"‏ من يحب أن يصح فلا يسقم ‏"‏‏.‏

فابتدرناها فقلنا‏:‏ نحن يا رسول الله وعرفناها في وجهه‏.‏

فقال‏:‏ ‏"‏ أتحبون أن تكونوا كالحمر الضالة ‏"‏‏.‏

قالوا‏:‏ لا يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏ ألا تحبون أن تكونوا أصحاب بلاء وأصحاب كفارات فوالذي نفس أبي القاسم بيده إن الله ليبتلي المؤمن بالبلاء فما يبتليه إلا لكرامته عليه لأن الله قد أنزل عبده منزلة أبو فالج الأنماري حمصي أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وقدم حمص أول ما فتحت وصحب معاذ بن جبل وكان يصفر لحيته ويحفي شاربه‏.‏

روى عنه محمد بن زياد الألهاني ومروان بن رؤبة التغلبي وقال شرحبيل بن مسلم‏:‏ أدركت ممن أكل الدم في الجاهلية ولم يصحب النبي صلى الله عليه وسلم أبا عنبة الخولاني وأبا فالج الأنماري‏.‏

أبو فراس الأسلمي له صحبة قيل إنه ربيعة بن كعب الأسلمي ولا خلاف أن ربيعة بن كعب يكنى أبا فراس فمن جعلهما اثنين قال أبو فراس الأسلمي من أهل البصرة روى عنه أبو عمران الجوني وأبو فراس ربيعة بن كعب الأسلمي حجازي كان خادماً للنبي صلى الله عليه وسلم وكان من أهل الصفة فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل على بريد من المدينة فلم يزل بها حتى مات بعد الحرة سنة ثلاث وستين روى عنه محمد بن عمرو بن عطاء وأبو سلمة بن عبد الرحمن والأغلب أنهما اثنان والله أعلم‏.‏

أبو فروة حدير السلمي‏.‏

له صحبة عداده في أهل الشام‏.‏

روى عنه عثمان بن أبي العاتكة وبشير مولى معاوية والعلاء بن الحارث ذكر ابن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي عمرو الأزدي عن بشير مولى معاوية قال‏:‏ سمعت عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم حدير أبو فروة يقولون إذا رأوا الهلال‏:‏ اللهم اجعل شهرنا الماضي خير شهر وخير عاقبة وأدخل علينا شهرنا هذا بالسلامة والإسلام وبالأمن والإيمان والمعافاة والرزق الحسن‏.‏

ووقع في كتاب البخاري في هذا الخبر عن بشير مولى معاوية‏:‏ سمع عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم فروة في رؤية الهلال‏.‏

وهذا خطأ وتصحيف ليس فيه إشكال والصواب ما كتبناه وبالله توفيقنا‏.‏

أبو فروة مولى عبد الرحمن بن هشام‏.‏

كان مسلماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الواقدي عنه أنه قال قسم أبو بكر قسماً فقسم لي كما قسم لمولاي‏.‏

أبو فريعة السلمي له صحبة شهد حنيناً ولا أعلم له رواية‏.‏

أبو فسيلة ذكره الدولابي بإسناد له عن عباد بن كثير الشامي عن امرأة منهم يقال لها فسيلة أنها سمعت أباها يقول سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمن العصبية أن يحب الرجل قومه قال‏:‏ ‏"‏ لا ولكن من العصبية أن يعين الرجل أبو فضالة الأنصاري شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم وقتل مع علي بصفين وكانت صفين سنة سبع وثلاثين روى عنه ابنه فضالة ابن أبي فضالة ذكر البخاري حدثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي حدثنا محمد ابن راشد حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل عن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري وقتل أبو فضالة مع علي بصفين وكان من أهل بدر‏.‏

وذكر ابن أبي خيثمة خبره حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال‏:‏ حدثنا قاسم بن أصبغ قال‏:‏ حدثنا أحمد بن زهير قال‏:‏ حدثنا عارم بن الفضل قال‏:‏ حدثنا محمد بن راشد الخزاعي قال‏:‏ حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل عن فضالة بن أبي فضالة أن علياً قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أني لا أموت حتى أؤمر ثم تخضب هذه من هذه‏.‏

يعني من لحيته من دم هامته‏.‏

قال فضالة‏:‏ فصحبه أبي إلى صفين وفي صفين قتل فيمن قتل وكان أبو فضالة من أهل بدر‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ قد سمع فضالة بن أبي فضالة هذا الخبر من علي رضي الله عنه أخبرنا خلف بن قاسم قال حدثنا عبد الله بن عمر الجوهري قال حدثنا أحمد ابن محمد بن الحجاج قال حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي وعبد العزيز بن عمران بن مقلاص قالا‏:‏ حدثنا أسد بن موسى قال‏:‏ حدثنا محمد بن راشد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن أبي فضالة قال‏:‏ خرجت مع أبي إلى علي بن أبي طالب بينبع عائداً له وكان مريضاً ثقيلاً يخاف عليه‏.‏

فقال له أبي‏:‏ ما يقيمك بهذا المنزل لو هلكت لم يلك إلا أعراب جهينة فاحتمل الى المدينة فإن أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك وكان أبو فضالة ممن شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال له علي‏:‏ إني لست ميتاً من وجعي هذا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي أني لا أموت حتى أؤمر ثم تخضب هذه من هذه‏.‏

يعني لحيته من هامته قال‏:‏ وسار أبو فضالة مع علي إلى صفين فقتل بصفين‏.‏

أبو فكيهة مولى لبني عبد الدار يقال‏:‏ إنه من الأزد أسلم بمكة وكان يعذب ليرجع عن دينه فيأبى وكان قوم من بني عبد الدار يخرجونه نصف النهار في حر شديد في قيد من حديد ولا يلبس ثياباً ويبطح في الرمضاء ثم يؤتى بالصخرة فتوضع على ظهره حتى لا يعقل فلم يزل كذلك حتى هاجر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة فخرج معهم في الهجرة الثانية‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏ أبو فكيهة اسمه يسار مولى صفوان بن أمية ابن محرث‏.‏

أبو الفيل له صحبة ورواية حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ لا تسبوا ماعزاً بعد أن رجم ‏"‏‏.‏

روى عنه عبد الله بن جبير‏.‏

كوفي‏.‏

قال البخاري‏:‏ لا تصح لأبي الفيل صحبة‏.‏

ذكره البخاري في باب عبد الله‏.‏

  باب القاف

أبو القاسم مولى أبي بكر الصديق له صحبة شهد فتح خيبر من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في أكل الثوم مثل حديث أبي هريرة‏.‏

أبو القاسم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم سمع منه بكر ابن سوادة لا أدري أهو هذا أم هو أبو القاسم مولى زينب بنت جحش أو غيرهما‏.‏

أبو قتادة الأنصاري فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يعرف بذلك اختلف في اسمه فقيل‏:‏ الحارث بن ربعي بن بلدمة وقيل‏:‏ النعمان بن ربعي وقيل‏:‏ النعمان بن عمر بن بلدمة وقيل عمرو بن ربعي ابن بلدمة وقيل‏:‏ بلدمة بن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم ابن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي وأمه كبشة بنت مطهر بن حرام بن سواد ابن غنم بن كعب بن سلمة اختلف في شهوده بدراً فقال بعضهم‏:‏ كان بدرياً ولم يذكره ابن عقبة ولا ابن إسحاق في البدريين وشهد أحداً وما بعدها من المشاهد كلها‏.‏

وذكر الواقدي قال‏:‏ حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن أبي قتادة قال‏:‏ أدركني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي قرد فنظر إلي فقال‏:‏ ‏"‏ اللهم بارك في شعره وبشره ‏"‏‏.‏

وقال‏:‏ ‏"‏ أفلح وجهك ‏"‏‏.‏

قلت ووجهك يا رسول الله‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ قتلت مسعدة ‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ نعم‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ فما هذا الذي بوجهك ‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ سهم رميت به يا رسول الله‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ ادن ‏"‏‏.‏

فدنوت منه فبصق عليه فما ضرب علي قط ولا قاح‏.‏

وروى من حديث محمد بن المنكدر ومرسل عطاء ومرسل عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي قتادة‏:‏ ‏"‏ من اتخذ شعراً فليحسن إليه أو ليحلقه ‏"‏‏.‏

وقال له‏:‏ ‏"‏ أكرم جمتك وأحسن إليها ‏"‏ وكان يرجلها غبا‏.‏

واختلف في وقت وفاته فقيل مات بالمدينة سنة أربع وخمسين وقيل بل مات في خلافة علي بالكوفة وهو ابن سبعين سنة وصلى عليه علي وكبر عليه سبعاً روى من وجوه عن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري وعن الشعبي أنهما قالا‏:‏ صلى علي على أبي قتادة وكبر عليه سبعاً قال الشعبي‏:‏ وكان بدرياً‏.‏

حدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق قال‏:‏ حدثنا أبو بشر الدولابي قال‏:‏ أخبرني محمد بن سعدان عن الحسن بن عثمان قال‏:‏ حدثنا هشيم حدثنا إسماعيل بن أبي خالد وزكريا عن الشعبي أن علياً كبر على أبي قتادة ستاً وكان بدرياً هكذا قال‏.‏

ستاً ورواه زياد بن أيوب وغيره عن هشيم عن زكريا عن الشعبي أن علياً كبر على أبي قتادة سبعاً وكان بدرياً وقال الحسن بن عثمان ومات أبو قتادة سنة أربعين وشهد أبو قتادة مع علي مشاهده كلها في خلافته‏.‏

أبو قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما‏.‏

اسمه عثمان بن عامر ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي له صحبة‏.‏

أسلم يوم الفتح ومات في المحرم سنة أربع عشرة في خلافة عمر وهو ابن سبع وتسعين سنة‏.‏

وفي حديث جابر قال‏:‏ إني بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة البيضاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ غيروا هذا بشيء وجنبوه السواد ‏"‏‏.‏

وفي باب اسمه زيادة في خبره‏.‏

أبو قدامة قال العدوي‏:‏ أبو قدامة بن الحارث من بني عبد مناة أو من بني عبد شهد أحداً وكان له أثر حسن وبقي حتى قتل بصفين مع علي بن أبي طالب وقد انقرض عقبه‏.‏

قال‏:‏ فيقال هو أبو قدامة بن سهل ابن الحارث بن جعدة بن ثعلبة بن سالم بن مالك بن واقف وهو سالم‏.‏

أبو قراد السلمي له صحبة روى عنه عبد الرحمن بن الحارث حديثه عند أبي جعفر الخطمي واسم أبي جعفر الخطمي عمير بن يزيد‏.‏

اسمه جندرة بن خيشنة بن نفير من بني كنانة له صحبة ونسبه بعضهم فقال‏:‏ أبو قرصافة جندرة بن خيشنة ابن مرة بن وائلة بن الفاكه بن عمرو بن الحارث بن مالك بن النضر بن كنانة صحب النبي صلى الله عليه وسلم وقيل‏:‏ اسمه قيس بن سهل ولا يصح‏.‏

سكن أبو قرصافة فلسطين وقيل‏:‏ كان يسكن أرض تهامة‏.‏

أبو قعيس عم عائشة من الرضاعة اسمه وائل بن أفلح وقد ذكرناه في صدر هذا الكتاب باختلاف فيه أخبرنا عبد الله بن محمد بن أسد قال‏:‏ حدثنا حمزة بن محمد حدثنا خالد بن النضر قال‏:‏ حدثنا عمر بن علي قال أبو قعيس‏:‏ وائل بن أفلح وذكر الدارقطني قال‏:‏ حدثنا جعفر بن محمد الواسطي قال‏:‏ حدثنا إبراهيم بن محمد الصيرفي قال‏:‏ حدثنا أبو موسى قال‏:‏ أبو قعيس وائل بن أفلح عم عائشة من الرضاعة سمعه من عثمان أبو القمراء أخبرنا عبد الله إجازة حدثنا أبو عمرو الداني إجازة حدثنا عبد الوهاب بن أحمد الخشاب حدثنا أحمد بن محمد الأعرابي حدثنا عبد الله بن الحسين حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا شريك عن أبي القمراء قال‏:‏ كنا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حلقاً نتحدث إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره ونظر إلى الحلق ثم جلس إلى أصحاب القرآن وقال‏:‏ ‏"‏ بهذا المجلس أمرت ‏"‏‏.‏

قال ابن الأعرابي‏:‏ لم يرو شريك عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الرجل‏.‏

أبو قيس صيفي بن الأسلت الأنصاري أحد بني وائل بن زيد هرب إلى مكة فكان فيها مع قريش إلى عام الفتح خبره عند ابن إسحاق وغيره وقد ذكرناه في باب الصاد وذكر الزبير بن بكار قال‏:‏ أبو قيس بن الأسلت الشاعر اسمه الحارث ويقال‏:‏ عبد الله قال واسم الأسلت عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأوس وفيما ذكر ابن إسحاق والزبير نظر لأن أبا قيس بن الأسلت يقولون‏:‏ إنه لم يسلم والله أعلم‏.‏

وذكر سنيد عن حجاج عن ابن جريج عن عكرمة في قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف ‏"‏‏.‏

النساء 22‏.‏

الآية‏.‏

قال‏:‏ نزلت في كبشة بنت معن بن عاصم من الأوس توفي عنها أبو قيس بن الأسلت فجنح عليها ابنه فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ يا نبي الله لا أنا ورثت ولا أنا تركت فأنكح فنزلت هذه الآية فيها‏.‏

قال‏:‏ وحدثنا هشيم قال‏:‏ حدثنا أشعث بن سوار عن عدي ابن ثابت قال‏:‏ لما مات أبو قيس بن الأسلت خطب ابنه قيس امرأة أبيه فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ يا رسول الله إن أبا قيس قد هلك وإن ابنه قيساً بن خيار الحي خطبني إلى نفسي فقلت‏:‏ ‏"‏ ما كنت أعدك إلا ولداً ‏"‏‏.‏

قالت‏:‏ وما أنا بالتي أسبق رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء‏.‏

فسكت عنها فنزلت الآية‏:‏ ‏"‏ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف ‏"‏‏.‏

النساء 22.‏

أبو قيس قيل مالك بن الحارث‏.‏

وقيل‏:‏ بل اسم أبي قيس صرمة بن أبي أنس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار هذا قول ابن إسحاق‏.‏

وقال قتادة‏:‏ أبو قيس مالك بن صفرة والصحيح ما تقدم من قول ابن إسحاق وقال ابن إسحاق‏:‏ كان رجلاً قد ترهب في الجاهلية ولبس المسوح وفارق الأوثان واغتسل من الجنابة وهم بالنصرانية ثم أمسك عنها ودخل بيتاً له فاتخذه مسجداً لا يدخل عليه فيه طامث ولا جنب‏.‏

وقال‏:‏ أعبد رب إبراهيم فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسلم فحسن إسلامه وهو شيخ كبير وكان قوالاً بالحق معظماً لله في الجاهلية ثم حسن إسلامه وكان يقول في الجاهلية أشعاراً حساناً يعظم الله تعالى فيها وهو الذي يقول‏:‏ يقول أبو قيس وأصبح ناصحاً ألا ما استطعتم من وصاتي فافعلوا أوصيكم بالله والبر والتقى وأعراضكم والبر بالله أول وإن قومكم سادوا فلا تحسدوهم وإن كنتم أهل الرياسة فاعدلوا وإن نزلت إحدى الدواهي بقومكم فأنفسكم دون العشيرة فاجعلوا وإن يأت غرم قادح فارفقوهم وما حملوكم في الملمات فاحملوا وإن أنتم أملقتم فتعففوا وإن كان فضل الخير فيكم فأفضلوا وله أشعار حسان فيها حكم ووصايا وعلم ذكر بعضها ابن إسحاق في السير منها قوله‏:‏ سبحوا الله شرق كل صباح طلعت شمسه وكل هلال وفيها يقول‏:‏ يا بني الأرحام لا تقطعوها وصلوها قصيرة من طوال واتقوا الله في ضعاف اليتامى ربما يستحل غير الحلال واعلموا أن لليتيم ولياً عالماً يهتدي بغير السؤال ثم مال اليتيم لا تأكلوه إن مال اليتيم يرعاه وال يا بني النجوم لا تخذلوها إن خذل النجوم ذو عقال يا بني الأيام لا تأمنوها واحذروا مكرها ومكر الليالي واجمعوا أمركم على البر والتق - - وى وترك الخنا وأخذ الحلال وقد ذكرنا له في باب اسمه أبياتاً حسنة من شعره في مدة مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ونزوله المدينة‏.‏

أبو قيس بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي وهو من ولد سعد بن سهم لا من ولد سعيد بن سهم وكان قيس ابن عدي سيد قريش في الجاهلية غير مدافع وكان أبو قيس هذا من مهاجرة الحبشة ثم قدم منها فشهد أحداً وما بعدها من المشاهد قال ابن إسحاق‏:‏ أبو قيس بن الحارث بن قيس اسمه عبد الله وقد روى عن ابن إسحاق أنه أخوه وكان أبوه الحارث بن قيس أحد المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين وجده قيس بن عدي وهو جد ابن الزبعري أيضاً كان في زمانه من أجل رجال في قريش وهو الذي جمع الأحلاف على بني عبد مناف والأحلاف عدي ومخزوم وسهم وجمح قتل أبو قيس بن الحارث يوم اليمامة شهيداً ولا أعلم له رواية‏.‏

أبو قيس الجهني شهد الفتح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلزم البادية مات في آخر خلافة معاوية ذكره الواقدي‏.‏

أبو القين الحضرمي له رواية‏.‏

روى عنه سعيد بن جمهان أنه مر بالنبي صلى الله عليه وسلم ومعه شيء من تمر‏.‏

في حديث ذكره وقيل أبو القين هو نصر بن دهر‏.‏

  باب الكاف

أبو كاهل الأحمسي ويقال البجلي‏.‏

واختلف في اسمه فقيل‏:‏ قيس بن عائذ‏.‏

وقيل‏:‏ عبد الله بن مالك له صحبة ورواية كان إمام حيه يعد في الكوفيين مات في زمن الحجاج وذكر في الصحابة أبو كاهل ولم يسم ولم ينسب ذكر له حديث منكر طويل فلم أذكره‏.‏

أبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

شهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره ابن عقبة وابن إسحاق‏.‏

قال ابن هشام‏:‏ هو من فارس وقال‏:‏ غيره هو من مولدي أرض دوس وقد قيل من مولدي مكة ابتاعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه واسمه سليم توفي سنة ثلاث عشرة في اليوم الذي استخلف فيه عمر بن الخطاب‏.‏

وقد قيل إن أبا كبشة هذا توفي سنة ثلاث وعشرين في العام الذي ولد فيه عروة بن الزبير‏.‏

واختلف في السبب الذي كانت كفار قريش من أجله تقول للنبي صلى الله عليه وسلم ابن أبي كبشة فقيل‏:‏ إنه كان له جد من قبل أمه وهو أبو قيلة وقيلة أم وهب بن عبد مناف بن زهرة وهو من بني غبشان من خزاعة يدعى أبا كبشة كان يعبد الشعري ولم يكن أحد من العرب يعبد الشعرى غيره خالف العرب في ذلك فلما جاءهم النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف ما كانت العرب عليه قالوا‏:‏ هذا ابن أبي كبشة‏.‏

وقد قيل‏:‏ بل نسب إلى جد أبي أمه آمنة بنت وهب الزهرية كان يدعى أبا كبشة وقيل إن عمرو بن زيد بن لبيد النجاري من بني النجار وهو والد سلمى أم عبد المطلب كان يدعى أبا كبشة فنسب إليه‏.‏

وقيل‏:‏ إن أباه من الرضاعة الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعدي زوج حليمة السعدية كان يدعى أبا كبشة فنسبوه إليه‏.‏

أبو كبشة الأنماري أنمار مذحج له صحبة اختلف في اسمه‏.‏

فقيل عمر بن سعد‏.‏

وقيل عمرو بن سعد‏.‏

وقيل سعد بن عمرو‏.‏

روى عنه سالم بن أبي الجعد وعمرو بن رؤبة‏.‏

حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا عبد الوهاب بن نجدة حدثنا إسماعيل بن عياش عن عمرو بن رؤبة عن أبي كبشة الأنماري قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ خيركم خيركم لأهله ‏"‏‏.‏

قال خليفة بن خياط‏:‏ ومن أنمار مذحج أبو كبشة الأنماري سكن الشام اسمه عمر بن سعد‏.‏

أبو كلاب بن أبي صعصعة الأنصاري المازني‏.‏

وقتل هو وأخوه جابر بن صعصعة يوم مؤتة وهما أخوا الحارث وقيس بن أبي صعصعة‏.‏

أبو كليب ذكره بعضهم في الصحابة لا أعرفه‏.‏

أبو لاس الخزاعي ويقال‏:‏ الحارثي‏.‏

قيل‏:‏ اسمه عبد الله‏.‏

وقيل‏:‏ اسمه زياد له صحبة يعد في أهل المدينة روى عنه عمر بن الحكم ابن ثوبان‏.‏

أبو لبابة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مذكور في مواليه صلى الله عليه وسلم‏.‏

أبو لبابة بن عبد المنذر الأنصاري‏.‏

قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب‏.‏

اسمه بشير بن عبد المنذر وكذلك قال ابن هشام وخليفة‏.‏

وقال أحمد بن زهير سمعت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان‏:‏ أبو لبابة اسمه رفاعة بن عبد المنذر وقال ابن إسحاق‏:‏ اسمه رفاعة بن المنذر بن زبير ابن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك ابن الأوس كان نقيباً شهد العقبة وشهد بدراً قال ابن إسحاق وزعم قوم أن أبا لبابة بن عبد المنذر والحارث بن حاطب خرجا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فرجعهما وأمر أبا لبابة على المدنية وضرب له بسهمه مع أصحاب بدر‏.‏

قال ابن هشام‏:‏ ردهما من الروحاء‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ قد استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا لبابة على المدينة أيضاً حين خرج إلى غزوة السويق وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً وما بعدها من المشاهد وكانت معه راية بني عمرو بن عوف في غزوة الفتح‏.‏

مات أبو لبابة في خلافة علي رضي الله عنهما روى ابن وهب عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر أن أبا لبابة ارتبط بسلسلة ربوض والربوض الثقيلة بضع عشرة ليلة حتى ذهب سمعه فما يكاد يسمع وكاد أن يذهب بصره وكانت ابنته تحله اذا حضرت الصلاة أو أراد أن يذهب لحاجة وإذا فرغ أعادته إلى الرباط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ لو جاءني لاستغفرت له ‏"‏‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ اختلف في الحال التي أوجبت فعل أبي لبابة هذا بنفسه وأحسن ما قيل في ذلك ما رواه معمر عن الزهري قال‏:‏ كان أبو لبابة ممن تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فربط نفسه بسارية وقال‏:‏ والله لا أحل نفسي منها ولا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى يتوب الله علي أو أموت‏.‏

فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاماً ولا يشرب شراباً حتى خر مغشياً عليه ثم تاب الله عليه فقيل له قد تاب الله عليك يا أبا لبابة فقال والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يحلني‏.‏

قال‏:‏ فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فحله بيده ثم قال أبو لبابة‏:‏ يا رسول الله إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأن أنخلع من مالي كله صدقة إلى الله وإلى رسوله قال‏:‏ ‏"‏ يجزئك يا أبا لبابة الثلث ‏"‏‏.‏

وروى عن ابن عباس من وجوه في قول الله تعالى‏:‏ ‏"‏ وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً ‏"‏‏.‏

التوبة 102‏.‏

الآية‏.‏

أنها نزلت في أبي لبابة ونفر معه سبعة أو ثمانية أو تسعة سواه تخلفوا عن غزوة تبوك ثم ندموا وتابوا وربطوا أنفسهم بالسواري فكان عملهم الصالح توبتهم وعملهم السيء تخلفهم عن الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ قد قيل إن الذنب الذي أتاه أبو لبابة كان إشارته إلى حلفائه من بني قريظة أنه الذبح إن نزلتم على حكم سعد بن معاذ وأشار إلى حلقه فنزلت فيه‏:‏ ‏"‏ يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم ‏"‏‏.‏

الأنفال 27‏.‏

ثم تاب الله عليه فقال‏:‏ يا رسول الله إن من توبتي أن أهجر دار قومي وأنخلع من مالي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ يجزئك من ذلك الثلث ‏"‏‏.‏

أبو لبابة الأسلمي لا يوقف له على اسم له صحبة حديثه عند الكوفيين‏.‏

أبو لبيبة الأنصاري الأشهلي‏.‏

من بني عبد الأشهل روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكره وكيع وابن أبي فديك قالا‏:‏ أخبرنا الحسين بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن أبيه عن جده قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ من استحل بدرهم في النكاح فقد استحل ‏"‏‏.‏

وله أحاديث بغير هذا الإسناد ليست بالقوية لم يرو عنه غير ابنه عبد الرحمن‏.‏

ذكره بعضهم في موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعرفه‏.‏

أبو ليلى عبد الرحمن بن كعب بن عمرو الأنصاري المازني له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم كان ممن شهد أحداً وما بعدها مات في آخر خلافة عمر أو أول خلافة عثمان فيما ذكره الواقدي وهو أخو عبد الله بن كعب الأنصاري المازني‏.‏

أبو ليلى النابغة الجعدي الشاعر‏.‏

واسمه قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة له صحبة‏.‏

روينا عنه من وجوه أنه قال أنشدت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إلى أين يا أبا ليلى ‏"‏‏.‏

فقلت إلى الجنة فقال‏:‏ ‏"‏ إن شاء الله ‏"‏‏.‏

فلما بلغت‏:‏ ولا خير في حلم إذا لم يكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا ولا خير في أمر إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ أحسنت يا أبا ليلى لا يفضض الله فاك ‏"‏‏.‏

قال فأتى عليه أكثر من مائة سنة وكان أحسن الناس ثغراً‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ قد عاش نحو مائتي سنة فيما ذكر عمر بن شبة وابن قتيبة وقد ذكرناه عيون أخباره في باب النون من هذا الكتاب يقال إن مولده قبل مولد النابغة الذيباني وعاش حتى مدح ابن الزبير وهو خليفة دخل عليه المسجد الحرام فأنشده‏:‏ حكيت لنا الصديق لما وليتنا وعثمان والفاروق فأتاح معدم وسويت بين الناس في الحق فاستووا فعاد صباحاً حالك الليل مظلم أتاك أبو ليلى يجوب به الدجى دجى الليل جواب الفلاة عثمثم لتجبر منه جانباً زعزعت به صروف الليالي والزمان المصمم وقد ذكرت هذا الخبر بتمامه وغيره من أخباره وذكرت الاختلاف في اسمه ونسبه الى جعدة في أبو ليلى الأشعري له صحبة من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ تمسكوا بطاعة أئمتكم ‏"‏‏.‏

مدار حديثه هذا على محمد بن سعيد المصلوب وهو متروك عن سليمان بن حبيب عن عامر عنه ولا يصح‏.‏

أبو ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن بن أبي ليلى اختلف في اسمه فقيل‏:‏ يسار بن نمير وقيل‏:‏ أوس بن خولى وقيل‏:‏ داود بن بليل بن بلال بن أحيحة وقيل‏:‏ يسار بن بلال بن أحيحة بن الجلاح وقيل‏:‏ بلال بن بليل وقال ابن الكلبي‏:‏ أبو ليلى الأنصاري اسمه داود بن بلال بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبي بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد معه أحداً وما بعدها من المشاهد ثم انتقل إلى الكوفة وله بها دار في جهينة يلقب بالأيسر روى عنه ابنه عبد الرحمن وشهد هو وابنه عبد الرحمن مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه مشاهده كلها‏.‏

أبو ليلى الغفاري لا يوقف له على اسم من حديثه ما رواه إسحاق بن بشر عن خالد بن الحارث عن عوف عن الحسن عن أبي ليلى الغفاري قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ ستكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب فإنه أول من يراني وأول من يصافحني يوم القيامة هو الصديق الأكبر وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين ‏"‏‏.‏

وإسحاق بن بشر ممن لا يحتج بنقله إذا انفرد لضعفه ونكارة حديثه‏.‏

  باب الميم

ويقال‏:‏ الأشجعي قيل اسمه عمرو بن الحارث ابن هانئ روى عنه عطاء بن يسار وسعيد بن أبي هلال ولم يسمع منه سعيد بن أبي هلال ورواية عطاء بن يسار عنه محفوظة من حديث عبيد الله ابن عمر الرقي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عطاء بن يسار عن أبي مالك الأشعري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إن من أعظم الغلول عند الله ذراع من الأرض ‏"‏‏.‏

وذكر البخاري أخبرنا موسى بن إسماعيل قال‏:‏ حدثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عطاء بن يسار عن أبي مالك الأشجعي عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ أربع يبقين في أمتي من أمر الجاهلية ‏"‏‏.‏

الحديث هكذا ذكره البخاري بهذا الإسناد قال فيه أبو مالك الأشجعي وزهير كثير الخطأ والله أعلم‏.‏

وأما أبو مالك الأشجعي سعد بن طارق بن أشيم الكوفي فليس لهذا ذكر في الصحابة وإنما هو تابعي يروي عن أنس وابن أبي أوفى ونبيط بن شريط الأشجعي ويروى عن أبيه أيضاً روى له مسلم مشهور في علماء التابعين بتفسير القرآن والرواية روى عنه أبو حصين عثمان بن عاصم أبو مالك الأشعري له صحبة ورواية اختلف في اسمه فقيل كعب بن مالك وقيل كعب بن عاصم‏.‏

وقيل‏:‏ اسمه عبيد وقيل‏:‏ اسمه عمرو يعد في الشاميين روى عنه عبد الرحمن بن غنم وربما روى شهر بن حوشب عنه وعن عبد الرحمن بن غنم عنه وروى عنه أبو سلام‏.‏

أبو مالك النخعي الدمشقي قيل‏:‏ إن له صحبة حديثه عند معاوية ابن صالح عن عبد الله بن دينار البهراني الحمصي عن أبي مالك النخعي عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسخط لأبويه‏.‏

والمرأة تصلي بغير خمار‏.‏

والذي يؤم قوماً وهم له كارهون لا تقبل لواحد منهم صلاة‏.‏

والصحيح أن حديثه مرسل ولا صحبة له‏.‏

مذكور في الصحابة‏.‏

أبو محجن الثقفي اختلف في اسمه فقيل‏:‏ اسمه مالك بن حبيب وقيل‏:‏ عبد الله بن حبيب بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة ابن عوف بن قسي وهو ثقيف الثقفي‏.‏

وقيل‏:‏ اسمه كنيته‏.‏

أسلم حين أسلمت ثقيف وسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه حدث عنه أبو سعد البقال قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ أخوف ما أخاف على أمتي من بعدي ثلاث‏:‏ إيمان النجوم وتكذيب بالقدر وحيف الأئمة ‏"‏‏.‏

وكان أبو محجن هذا من الشجعان الأبطال في الجاهلية والإسلام من أولي البأس والنجدة ومن الفرسان البهم وكان شاعراً مطبوعاً كريماً إلا أنه كان منهمكاً في الشراب لا يكاد يقلع عنه ولا يردعه حد ولا لوم لائم وكان أبو بكر الصديق يستعين به وجلده عمر بن الخطاب في الخمر مراراً ونفاه إلى جزيرة في البحر وبعث معه رجلاً فهرب منه ولحق بسعد بن أبي وقاص بالقادسية وهو محارب للفرس وكان قد هم بقتل الرجل الذي بعثه معه عمر فأحس الرجل بذلك فخرج فاراً فلحق بعمر فأخبره خبره فكتب عمر إلى سعد بن أبي وقاص بحبس أبي محجن فحبسه فلما كان يوم قس الناطف بالقادسية والتحم القتال سأل أبو محجن امرأة سعد أن تحل قيده وتعطيه فرس سعد وعاهدها أنه إن سلم عاد إلى حاله من القيد والسجن وإن استشهد فلا تبعة عليه فخلت سبيله وأعطته الفرس فقاتل أيام القادسية وأبلى فيها بلاءً حسناً ثم عاد إلى محبسه‏.‏

وكانت القادسية أيام مشهورة منها يوم ‏"‏ قس ‏"‏ الناطف ومنها يوم أرماث ويوم أغوات ويوم الكتائب وغيرها وكانت قصة أبي محجن في يوم منها ويومئذ قال‏:‏ كفى حزناً أن ترتدي الخيل بالقنا وأترك مشدوداً علي وثاقيا إذا قمت عناني الحديد وغلقت مصارع دوني قد تصم المناديا وقد كنت ذا مال كثير وإخوة فقد تركوني واحداً لا أخا ليا وقد شف جسمي أنني كل شارق أعالج كبلاً مصمتاً قد برانيا فلله دري يوم أترك موثقاً ويذهل عني أسرتي ورجاليا حبسنا عن الحرب العوان وقد بدت وأعمال غيري يوم ذاك العواليا حدثنا خلف بن سعد حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أحمد بن خالد حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال‏:‏ بلغني أن عمر بن الخطاب حد أبا محجن بن حبيب بن عمير الثقفي في الخمر سبع مرات‏.‏

وقال قبيصة بن ذؤيب‏:‏ ضرب عمر بن الخطاب أبا محجن الثقفي في الخمر ثماني مرات وذكر ذلك عبد الرزاق في باب من حد من الصحابة في الخمر قال‏:‏ وأخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال‏:‏ كان أبو محجن الثقفي لا يزال يجلد في الخمر فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه فلما كان يوم القادسية رآهم يقتتلون فكأنه رأى أن المشركين قد أصابوا من المسلمين فأرسل الى أم ولد سعد أو إلى امرأة سعد يقول لها‏:‏ إن أبا محجن يقول لك إن خليت سبيله وحملته على هذا الفرس ودفعت إليه سلاحاً ليكونن أول من يرجع إليك إلا أن يقتل وأنشأ يقول‏:‏ كفى أن تلتقي الخيل بالقنا وأترك مشدوداً علي وثاقيا إذا قمت عناني الحديد وغلقت مصارع دوني قد تصم المناديا فذهبت الأخرى فقالت ذلك لامرأة سعد فحلت عنه قيوده وحمل على فرس كان في الدار وأعطى سلاحاً ثم خرج يركض حتى لحق بالقوم فجعل لا يزال يحمل على رجل فيقتله ويدق صلبه فنظر إليه سعد فجعل منه يتعجب ويقول‏:‏ من ذلك الفارس فلم يلبثوا إلا يسيراً حتى هزمهم الله ورد السلاح وجعل رجليه في القيود كما كان فجاء سعد فقالت له امرأته أو أم ولده‏:‏ كيف كان قتالكم فجعل يخبرها ويقول‏:‏ لقينا ولقينا حتى بعث الله رجلاً على فرس أبلق لولا أني تركت أبا محجن في القيود لظننت أنها بعض شمائل أبي محجن فقالت‏:‏ والله إنه لأبو محجن كان من أمره كذا وكذا فقصت عليه قصته فدعا به وحل قيوده وقال‏:‏ والله لا نجلدك على الخمر أبداً‏.‏

قال أبو محجن‏:‏ وأنا والله لا أشربها أبداً كنت آنف أن أدعها من أجل جلدكم‏.‏

قال‏:‏ فلم يشربها بعد ذلك‏.‏

وروى ابن الأعرابي عن المفضل الضبي قال‏:‏ قال أبو محجن في تركه الخمر‏:‏ رأيت الخمر صالحة وفيها خصال تهلك الرجل الحليما فلا والله أشربها حياتي ولا أشفي بها أبداً سقيما وأنشد غيره هذه الأبيات لقيس بن عاصم‏.‏

ومن رواية أهل الأخبار أن ابناً لأبي محجن الثقفي دخل على معاوية فقال له معاوية‏:‏ أبوك الذي يقول‏:‏ إذا مت فادفني إلى جنب كرمة تروي عظامي بعد موتي عروقها ولا تدفني بالفلاة فإنني أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها لا تسأل الناس عن مالي وكثرته وسائل الناس عن حزمي وعن خلقي القوم أعلم أني من سراتهم إذا تطيش يد الرعديدة الفرق قد أركب الهول مسدولاً عساكره وأكتم السر فيه ضربة العنق أعطي السنان غداة الروع حصته وحامل الرمح أرويه من العلق وزاد بعضهم في هذه الأبيات‏:‏ وأطعن الطعنة النجلاء لو علموا وأحفظ السر فيه ضربة العنق عف المطالب عما لست نائله وإن ظلمت شديد الحقد والحنق وقد أجود وما مالي بذي فنع وقد أكر وراء المحجر الفرق والقوم أعلم أني من سراتهم إذا سما بصر الرعديدة الشفق قد يعسر المرء حيناً وهو ذو كرم وقد يثوب سوام العاجز الحمق سيكثر المال يوماً بعد قلته ويكتسي العود بعد اليبس بالورق فقال له معاوية‏:‏ لئن كنا أسأنا القول لنحسنن لك الصفد وأجزل جائزته‏.‏

وقال إذا ولدت النساء فلتلدن مثلك‏.‏

وزعم هيثم بن عدي أنه أخبره من رأى قبر أبي محجن الثقفي بأذربيجان على قبره ومكتوب على القبر‏:‏ هذا قبر أبي محجن الثقفي‏.‏

قال‏:‏ فجعلت أتعجب وأذكر قوله إذا مت فادفني إلى جنب كرمة وذكر البيت‏.‏

حدثنا أحمد بن عبد الله‏:‏ قال‏:‏ حدثنا أبي قال‏:‏ حدثنا عبد الله بن يونس قال‏:‏ حدثنا بقي بن مخلد قال‏:‏ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال‏:‏ حدثنا أبو معاوية عن عمرو بن مهاجر عن إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال‏:‏ لما كان يوم القادسية أتي سعد بأبي محجن وهو سكران من الخمر فأمر به إلى القيد وكان سعد به جراحة فلم يخرج يومئذ على الناس واستعمل على الخيل خالد بن عرفطة ورفع سعد فوق العذيب لينظر الى الناس فلما التقى الناس قال أبو محجن‏:‏ كفى حزناً أن ترتدي الخيل بالقنا وأترك مشدوداً علي وثاقيا فقال لابنة خصفة امرأة سعد‏:‏ ويحك حليني ولك عهد الله علي إن سلمني الله أن أجيء حتى أضع رجلي في القيد وإن قتلت استرحتم مني فحلته فوثب على فرس لسعد يقال لها البلقاء ثم أخذ الرمح ثم انطلق حتى أتى الناس فجعل لا يحمل في ناحية إلا هزمهم فجعل الناس يقولون‏:‏ هذا ملك وسعد ينظر فجعل سعد يقول‏:‏ الضبر ضبر البلقاء والطعن طعن أبي محجن وأبو محجن في القيد فلما هزم العدو رجع أبو محجن حتى وضع رجله في القيد فأخبرت ابنه حصفة سعداً بالذي كان من أمره فقال‏:‏ والله ما أبلى أحد من المسلمين ما أبلى في هذا اليوم لا أضرب رجلاً أبلى في المسلمين ما أبلى‏.‏

قال‏:‏ فخلى سبيله‏.‏

قال أبو محجن‏:‏ قد كنت أشربها إذ يقام علي الحد وأطهر منها فأما إذ بهرجتني فوالله لا أشربها أبداً‏.‏

أبو محذورة المؤذن القرشي الجمحي اختلف في اسمه فقيل سمرة ابن معير‏.‏

وقيل‏:‏ اسمه معير بن محيريز‏.‏

وقيل أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بن عريج بن سعد بن جمح هكذا نسبه خليفة وقال أبو اليقظان‏:‏ قتل أوس بن معير يوم بدر كافراً واسم أبي محذورة سلمان ويقال‏:‏ سمرة ابن معير ويقال‏:‏ سلمان بن معير وقد ضبطه بعضهم معين والأكثر يقولون‏:‏ معير وقال الطبري وغيره‏:‏ كان لأبي محذورة أخ لأبيه وأمه يسمى أنسياً وقتل يوم بدر كافراً‏.‏

وقال محمد بن سعد‏:‏ سمعت من ينسب أبا محذورة فيقول اسمه سمرة بن معير بن لوذان بن وهب بن سعد بن جمح وكان له أخ لأبيه وأمه اسمه أويس وقال ابن معين اسم أبي محذورة سمرة بن معير وكذلك قال البخاري‏:‏ وقال الزبير أبو محذورة اسمه أوس بن معير بن لوذان بن سعد بن جمح قال الزبير‏:‏ عريج وربيعة ولوذان إخوة بنو سعد بن جمح ومن قال غير هذا فقد أخطأ قال وأخوة أنيس بن معير قتل كافراً وأمهما من خزاعة وقد انقرض عقبهما وورث الأذان بمكة إخوتهم من بني سلامان بن ربيعة بن جمح‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ اتفق الزبير وعمه مصعب ومحمد بن إسحاق المسيبي على أن اسم أبي محذورة أوس وهؤلاء أعلم بطريق أنساب قريش‏.‏

ومن قال في اسم أبي محذورة سلمة فقد أخطأ‏.‏

وكان أبو محذورة مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة أمره بالأذان بها منصرفه من حنين وكان سمعه يحكي الأذان فأمر أن يؤتى به فأسلم يومئذ وأمره بالأذان فأذن بين يديه فأمره فانصرف إلى مكة وأقره على الأذان بها فلم يزل يؤذن بها هو وولده ثم عبد الله بن محيريز ابن عمه وولده فلما انقطع ولد ابن محيريز صار الأذان بها إلى ولد ربيعة بن سعد بن جمح‏.‏

وأبو محذورة وابن محيريز من ولد لوذان بن سعد بن جمح قال الزبير‏:‏ كان أبو محذورة أحسن الناس أذاناً وأنداهم صوتاً‏.‏

قال له عمر يوماً وسمعه يؤذن‏:‏ كدت أن ينشق مريطاؤك‏.‏

قال‏:‏ وأنشدني عمي مصعب لبعض شعراء قريش في أذان أبي محذورة‏:‏ أما ورب الكعبة المستورة وما تلا محمد من سوره والنغمات من أبي محذورة لأفعلن فعلة مذكوره قال الطبري‏:‏ توفي أبو محذورة بمكة تسع وخمسين وقيل سنة تسع وسبعين ولم يهاجر ولم يزل مقيماً بمكة حتى توفي‏.‏

أخبرنا أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن قال‏:‏ حدثنا قاسم بن أصبغ قال‏:‏ حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا روح قال حدثنا ابن جريج قال أخبرني عثمان بن السائب عن أم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة وبهذا الإسناد أيضاً عن ابن جريج قال أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة أن عبد الله بن محيريز أخبره عن أبي محذورة دخل حديث بعضهما في بعض أن أبا محذورة قال‏:‏ خرجت في نفر عشرة فكنا في بعض الطريق حين قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين فأذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة عنده فسمعنا صوت المؤذن ونحن متنكبون فصرخنا نحكيه ونستهزىء به فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوت فأرسل إلينا إلى أن وقفنا بين يديه فقال‏:‏ أيكم الذي سمعت صوته قد ارتفع فأشار القوم كلهم إلي وصدقوا فأرسلهم وحبسني ثم قال‏:‏ قم فأذن بالصلاة فقمت ولا شيء أكره إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مما يأمرني به فقمت بين يديه فألقى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم التأذين هو بنفسه فقال‏:‏ قل الله أكبر الله أكبر فذكر الأذان ثم دعاني حين قضيت التأذين فأعطاني صرة فيها شيء من فضة ثم وضع يده على ناصيتي ثم من بين ثديي ثم على كبدي حتى بلغت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم سرتي ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ بارك الله فيك وبارك الله عليك ‏"‏‏.‏

فقلت يا رسول الله مرني بالتأذين بمكة‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ قد أمرتك به ‏"‏‏.‏

وذهب كل شيء كان في نفسي لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كراهة وعاد ذلك كله محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمت على عتاب بن أسيد عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فأذنت معه بالصلاة عن أمر أبو محرز بن زاهر وأبو مجيبة الباهلي‏.‏

وأبو المنتفق وأبو مرحب مذكورون في الصحابة لا أعرف لهم خبراً ولم أرو لهم أثراً‏.‏

أبو محمد البدري الأنصاري الذي زعم أن الوتر واجب فقال‏:‏ عبادة كذب أبو محمد قيل أنه مسعود بن أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار بدري ولم يذكره ابن إسحاق في البدريين‏.‏

يعد في الشاميين‏.‏

أبو مخشي الطائي هو سويد بن مخشي وهو أشهر بكنيته شهد بدراً لا أعلم له رواية‏.‏

أبو مذكور رجل من الأنصار مذكور عنه في الصحابة رضي الله عنهم أعتق غلاماً له على دبر ولم يكن له مال غيره فباعه رسول الله صلى الله عليه وسلم يروي حديثه جابر بن عبد الله‏.‏

روى عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي الزبير قال‏:‏ سمعت جابر بن عبد الله أن رجلاً من الأنصار يكنى أبا مذكور أعتق غلاماً له عن دبر ولم يكن له مال غيره يقال له يعقوب فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ من يشتريه مني فاشتراه نعيم بن عبد الله العدوي بثمانمائة درهم فدفع النبي صلى الله عليه وسلم ثمنه إليه وقال‏:‏ ‏"‏ إذا كان أحدكم فقيراً فليبدأ بنفسه فإذا كان فضل فبعياله فإن كان فضل فبقرابته فإن كان فضل فها هنا وها هنا ‏"‏‏.‏

وأشار عن يمينه وشماله‏.‏

رواه شعبة عن عمرو بن دينار عن جابر عن رجل من قومه‏.‏

ورواه محمد بن إسحاق عن أبي نجيح عن مجاهد عن جابر نحوه‏.‏

أبو مراوح الغفاري مدني يعد فيمن ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومن سماهم وبارك عليهم‏.‏

روايته عن أبي ذر وحمزة بن عمر والأسلمي وهو من كبار التابعين روى عنه عروة بن الزبير‏.‏

أبو مرثد الغنوي من بني غني بن أعصر بن سعد بن قيس‏.‏

عيلان ابن مضر اسمه كناز بن حصن‏.‏

ويقال‏:‏ كناز بن حصين بن يربوع بن عمرو ابن يربوع بن خرشة بن سعد بن طريف‏.‏

وقيل‏:‏ الحصين بن يربوع بن طريف ابن خرشة بن عبيد بن سعد بن عوف بن كعب بن جلان بن غنم بن غني ابن أعصر بن سعد بن قيس‏.‏

وقد قيل‏:‏ اسم أبي مرثد حصن بن كناز والأول أشهر وأكثر‏.‏

وقيل‏:‏ ابن خلان أو جلان بن غني الغنوي‏.‏

حليف حمزة ابن عبد المطلب وكان تربة‏.‏

وابنه مرثد بن أبي مرثد حليف حمزة أيضاً شهد جميعاً بدراً وقتل مرثد يوم الرجيع في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم على حسب ما ذكرناه في بابه‏.‏

وأما أبو مرثد فآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبادة ابن الصامت وشهد أبو مرثد سائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر وهو ابن ست وستين سنة وكان فيما قيل رجلاً طويلاً كثير الشعر وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو مرثد الغنوي وابنه مرثد بن أبي مرثد وابنه أنيس بن مرثد بن أبي مرثد‏.‏

يعد أبو مرثد في الشاميين روى عنه واثلة بن الأسقع‏.‏

قال الواقدي‏:‏ فيمن شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم أبو مرثد كناز بن الحصين الغنوي وابنه مرثد بن أبي مرثد حليفاً حمزة بن عبد المطلب من غني‏.‏

أبو مرحب اسمه سويد بن قيس‏.‏

أبو مرة بن عروة بن مسعود الثقفي‏.‏

قيل‏:‏ إنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صحبة له وأبوه من كبار الصحابة‏.‏

من بني مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر ابن هوازن يعرفون بأمهم سلول وهي بنت ذهل بن شيبان اسمه مالك ابن ربيعة وهو والد يزيد بن أبي مريم بصري له صحبة‏.‏

قال علي بن المديني‏:‏ له عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو عشرة أحاديث‏.‏

أبو مريم الغساني جد أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي مريم بابنة ولدت له فيما ذكروا عن أبي بكر ابن عبد الله بن أبي مريم عن أبيه عن جده قال‏:‏ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ يا رسول الله إنه ولد لي في هذه الليلة جارية قال‏:‏ ‏"‏ والليلة أنزلت علي سورة مريم فسمها مريم ‏"‏‏.‏

فكان يكنى بأبي مريم وروى بقية عن أبي بكر ابن أبي مريم عن أبيه عن جده قال‏:‏ غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم فرميت بين يديه بالجندل فأعجبه ذلك مني ودعا لي‏.‏

روى عنه القاسم ابن مخيمرة وقال أبو حاتم الرازي‏:‏ سألت بعض ولد أبي مريم هذا عن اسمه فقال اسمه نذير يعد في الشاميين‏.‏

أبو مريم الكندي ويقال الأزدي حديثه عند إسماعيل بن عياش عن صفوان بن مالك عن حجر بن مالك عن أبي مريم الكندي عن النبي صلى الله عليه وسلم في العنب أنه أتي به فقال‏:‏ ‏"‏ هذا وأشباهه كانوا أمة من الأمم فعصوا الله فأفك بخلقهم فجعلهم خشاشًا من خشاش الأرض ‏"‏‏.‏

قيل‏:‏ إنه غير أبي مريم الغساني‏.‏

وقيل إنه هو وحديثه هذا ليس بالقوي‏.‏

أبو مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة ويقال‏:‏ يسيرة‏.‏

ومن قال بالنون فقد صحف ابن عسيرة بن عطية بن خدارة بن عوف ابن الحارث بن الخزرج وخدرة وخدارة أخوان يعرف بالبدري لأنه سكن أو نزل ماء ببدر وشهد العقبة ولم يشهد بدراً عند جمهور أهل العلم بالسير‏.‏

وقد قيل إنه شهد بدراً‏.‏

والأول أصح‏.‏

قال خليفة‏:‏ قيل له بدري لأنه سكن ماء بدر وسكن الكوفة وابتنى بها داراً وذكر عمرو بن علي سمعت أبا داود يقول‏:‏ سمعت شعبة يقول‏:‏ سمعت الحكم يقول‏:‏ كان أبو مسعود بدرياً ومن هنا والله أعلم ذكره البخاري في البدريين‏.‏

قال شعبة‏:‏ وسمعت سعد بن إبراهيم يقول لم يكن أبو مسعود بدرياً وروى إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي مسعود الأنصاري قال‏:‏ كنت أضرب غلاماً لي فسمعت خلفي صوتاً اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود مرتين أن الله أقدر عليك منك عليه فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث اختلف في وقت وفاته‏.‏

فقيل توفي إحدى أو اثنتين وأربعين ومنهم من يقول مات بعد الستين‏.‏

ذكروه في الصحابة لا أعرف له نسباً‏.‏

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول لرجل قال له دلني على عمل يدخلني الجنة‏.‏

قال له‏:‏ ‏"‏ بر والدتك وكن قريباً منها فإن لم تكن حية فأطعم الطعام وأطب الكلام ‏"‏‏.‏

أبو مسلم الخولاني العابد‏.‏

أدرك الجاهلية وأسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدم المدينة حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

واستخلف أبو بكر فهو معدود في كبار التابعين عداده في الشاميين اسمه عبد الله بن ثوب وقيل‏:‏ عبد الله بن عوف والأول أكثر وأشهر كان فاضلاً ناسكاً عابداً وله كرامات وفضائل روى عنه أبو إدريس الخولاني وجماعة من تابعي أهل الشام‏.‏

ومن نوادر أخباره وكراماته ما حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم ابن أصبغ قال‏:‏ حدثنا أحمد بن زهير قال‏:‏ حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي حدثنا إسماعيل بن عياش قال‏:‏ أخبرنا شرحبيل بن مسلم الخولاني أن الأسود ابن قيس بن ذي الخمار تنبأ باليمن فبعث إلى أبي مسلم فلما جاءه قال له‏:‏ أتشهد أني رسول الله قال‏:‏ ما أسمع قال‏:‏ أتشهد أن محمداً رسول الله قال‏:‏ نعم قال أتشهد أني رسول الله قال‏:‏ ما أسمع قال‏:‏ أتشهد أن محمداً رسول الله قال‏:‏ نعم فردد ذلك عليه كل ذلك يقول له مثل ذلك قال فأمر بنار عظيمة فأججت ثم ألقي فيها أبو مسلم فلم تضره شيئاً قال‏:‏ فقيل له‏:‏ انفه عنك وإلا أفسد عليك من اتبعك‏.‏

قال فأمره بالرحيل فأتى أبو مسلم المدينة وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر فأناخ أبو مسلم راحلته بباب المسجد ودخل المسجد وقام يصلي إلى سارية فبصر به عمر بن الخطاب فقام إليه فقال ممن الرجل قال‏:‏ من أهل اليمن قال‏:‏ ما فعل الرجل الذي أحرقه الكذاب بالنار‏.‏

قال‏:‏ ذلك عبد الله بن ثوب قال‏:‏ أنشدك بالله أنت هو قال‏:‏ اللهم نعم‏.‏

قال‏:‏ فأعتنقه عمر وبكى ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين أبي بكر وقال‏:‏ الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الله عليه السلام‏.‏

قال إسماعيل بن عياش فأنا أدركت رجلاً من الأمداد الذين يمدون من اليمن من خولان‏.‏

يقولون للأمداد من عنس صاحبكم الكذاب حرق صاحبنا بالنار فلم تضره‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ أما صدر هذا الخبر فمعروف مثله لحبيب بن زيد بن عاصم الأنصاري أخي عبد الله بن زيد مع مسيلمة فقتله مسيلمة وقطعه عضواً عضواً ويروى مثل آخر لرجل مذكور في الصحابة من خولان وكان اسمه ذؤيباً فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وإسماعيل بن عياش ليس بحجة في غير الشاميين وهو فيما حدث به عن الشاميين أهل بلده لا بأس به‏.‏

أبو معبد الخزاعي زوج أم معبد الخزاعية‏.‏

له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون‏:‏ إن حديثه إنما سمعه من أم معبد في قصتها حين مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيمتها ونزل عليها وعرض لها معه في شاتها ما هو مذكور في ذلك الحديث‏.‏

توفي أبو معبد قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم وكان يسكن قديداً قاله البخاري وغيره وقد روى حديث أم معبد جماعة بتمامه وكماله عن أم معبد وعن أبي معبد زوجها وعن أبو معتب بن عمرو روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً في الدعاء إذا أشرف المسافر على القرية‏.‏

رواه محمد بن إسحاق عمن لا يتهم عن عطاء بن مروان عن أبيه عنه إسناده ليس بالقائم‏.‏

أبو معقل بن نهيك بن أساف بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة‏.‏

وابنه عبد الله بن أبي معقل شهدا جميعاً أحداً أظنه الذي روى عنه أبو بكر ابن عبد الرحمن‏.‏

أبو معقل الأنصاري روى عنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام واختلف عليه في حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ الحج من سبيل الله وعمرة في رمضان تعدل حجة ‏"‏‏.‏

ومن حديث أبي معقل أيضاً عن النبي صلى الله عليه أبو المعلى بن لوذان الأنصاري له صحبة لا يوقف له على اسم عند أكثرهم وقد قيل‏:‏ اسمه زيد بن المعلى‏.‏

حديثه عند عبد الملك بن عمير عن بعض بني أبي المعلى رجل من الأنصار عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

هكذا رواه عبيد الله بن عمر الرقي عن عبد الملك بن عمير وقد حدثنا سعيد ابن سينا حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن قاسم حدثنا أبو صالح القاسم بن الليث حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قال‏:‏ حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن ابن أبي المعلى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوماً فقال‏:‏ ‏"‏ إن رجلاً خيره ربه بين أن يعيش في الدنيا ‏"‏‏.‏

فذكر الحديث بنحو حديث مالك عن أبي النضر‏.‏

أبو معن ذكره بعضهم في الصحابة وهو غلط وإنما هو معن بن يزيد أبو يزيد والصواب في حديثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏ ‏"‏ لك ما نويت يا معن ‏"‏‏.‏

أبو مليكة الذماري قيل له صحبة عداده في الشاميين‏.‏

روى عنه راشد بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ لا يستكمل العبد الإيمان حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ‏"‏‏.‏

أبو مليكة القرشي التيمي‏.‏

اسمه زهير بن عبد الله بن جدعان بن عمرو ابن كعب بن سعد بن تيم بن مرة جد ابن أبي مليكة المحدث له صحبة‏.‏

يعد في أهل الحجاز من حديثه ما ذكره عمرو بن علي عن أبي عاصم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أبيه عن جده عن أبي بكر الصديق أن رجلاً عض يد رجل فسقطت سنه فأبطلها أبو بكر الصديق‏.‏

أبو مليكة الكندي أبو مليل بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد ابن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الضبعي شهد بدراً وأحداً ذكره ابن إسحاق وغيره‏.‏

أبو مليل سليك بن الأغر مذكور في الصحابة‏.‏

أبو المنذر الأنصاري اسمه يزيد بن عامر بن جديدة بن عمرو بن سواد ابن غنم بن كعب بن سلمة شهد بدراً ذكره موسى بن عقبة‏.‏

أبو المنذر الجهني روى عنه زيد بن وهب أنه قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله ما أفضل الكلام أبو منصور الفارسي له صحبة عند من ذكره في الصحابة يعد في أهل مصر كانت فيه حدة فذكر له ذلك فقال‏:‏ ما أحب أنها أخطأتني إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ الحدة تعتري خيار أمتي ‏"‏‏.‏

حديثه هذا عند الليث بن سعد عن دويد بن نافع عنه وقد قيل في حديثه إنه مرسل وإنه ليست له صحبة‏.‏

أبو منفعة مذكور في الصحابة حديثه في بر الوالدين وصلة الرحم حق واجب ورحم موصولة‏.‏

أبو منفعة الأنماري اسمه نصر بن الحارث له صحبة ذكره أحمد بن محمد ابن عيسى في تاريخ الحمصيين‏.‏

أبو منيب رجل من الصحابة روى عنه مسلم بن زياد قال‏:‏ رأيت جماعة من الصحابة يلبسون العمائم ويرخونها خلفهم وثيابهم إلى الكعبين منهم أبو منيب وفضالة بن عبيد وأنس بن مالك‏.‏

أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب ابن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر وهو نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان‏.‏

وفي نسبه هذا بعض الاختلاف وقد ذكرناه في باب اسمه وذكرنا هناك عيوناً من أخباره‏.‏

وأمه امرأة من عك كانت قد أسلمت وماتت بالمدينة وذكرت طائفة منهم الواقدي أنا أبا موسى قدم مكة فخالف سعيد بن العاص بن أمية أبا أحيحة ثم اسلم بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة ثم قدم مع أهل السفينتين ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر‏.‏

قال الواقدي‏:‏ وأخبرنا خالد بن إلياس عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم وكان علامة نسابة‏.‏

قال‏:‏ ليس أبو موسى من مهاجرة الحبشة وليس له حلف في قريش ولكنه أسلم قديماً بمكة ثم رجع إلى بلاد قومه فلم يزل بها حتى قدم هو وناس من الأشعريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافق قدومهم قدوم أهل السفينتين‏:‏ جعفر وأصحابه من أرض الحبشة ووافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فقالوا‏:‏ قدم أبو موسى مع أهل السفينتين وإنما الأمر على ما ذكرنا أنه وافق قدومه قدومهم‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ إنما ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة لأنه نزل أرض الحبشة في حين إقباله مع سائر قومه رمت الريح سفينتهم إلى أرض الحبشة فبقوا بها ثم خرجوا مع جعفر وأصحابه هؤلاء في سفينة وهؤلاء في سفينة فكان قدومهم معاً من أرض الحبشة فوافوا النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر فقيل‏:‏ إنه قسم لجعفر وأصحابه وقسم للأشعريين لأنه قيل‏:‏ إنه قسم لأهل السفينتين وقد روى أنه لم يقسم لهم ثم ولى عمر بن الخطاب أبا موسى البصرة إذ عزل عنها المغيرة في وقت الشهادة عليه وذلك سنة عشرين فافتتح أبو موسى الأهواز ولم يزل على البصرة إلى صدر من خلافة عثمان ثم لما دفع أهل الكوفة سعيد بن العاص ولوا أبا موسى وكتبوا إلى عثمان يسألونه أن يوليه فأقره فلم يزل على الكوفة حتى قتل عثمان ثم كان منه بصفين وفي التحكيم ما كان وكان منحرفاً عن علي لأنه عزله ولم يستعمله وغلبه أهل اليمن في إرساله في التحكيم فلم يجزه وكان لحذيفة قبل ذلك فيه كلام ثم انفتل أبو موسى إلى مكة ومات بها وقيل إنه مات بالكوفة في داره بجانب المسجد وقيل سنة اثنتين وأربعين وقيل‏:‏ سنة أربع وأربعين‏.‏

وقيل‏:‏ سنة خمسين وقيل‏:‏ سنة اثنتين وخمسين‏.‏

ذكره محمد بن سعد عن الواقدي عن خالد بن إلياس عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم‏.‏

قال‏:‏ مات أبو موسى سنة اثنتين وخمسين قال محمد بن سعد‏:‏ وسمعت بعض أهل العلم يقول‏:‏ إنه مات قبل ذلك بعشر سنين اثنتين وأربعين‏.‏

أبو موسى الحكمي له حديث في القدر ذكره البخاري في الكنى من تاريخه وذكره الحاكم في كتابه‏.‏

أبو موسى الغافقي حديثه عند أهل مصر وعداده فيهم‏.‏

روى الليث عن عمرو بن الحارث عن يحيى بن ميمون عن رجل من غافق عن أبي موسى الغافقي قال‏:‏ آخر ما عهد الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ سترجعون بعدي إلى قوم يحبون الحديث عني فعليكم بكتاب الله ومن حفظ شيئاً فليحدث به ومن قال علي ما لم أقل فيتبوأ مقعده من النار ‏"‏‏.‏

أبو مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

كان من مولدي مزينة اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه يقال‏:‏ إنه شهد المريسيع‏.‏

روى عنه عبد الله بن عمرو بن العاص وعبيد بن جبير لا يوقف على اسمه‏.‏

حديثه حسن في استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل البقيع واختياره لقاء ربه عز وجل‏.‏